المراهقة: مرحلة التغير والتحديات
طالبة جامعة زاخو : جوليانة عيسى
المرحلة الثالثة/ قسم علم النفس العام
نشاط جامعي تحت اشراف الدكتور زاهد/رئيس قسم علم النفس
المراهقة هي إحدى أهم المراحل التي يمر بها الإنسان في حياته، فهي مرحلة انتقالية بين الطفولة والنضج، مليئة بالتغيرات والتحديات على مختلف الأصعدة. يواجه المراهق في هذه الفترة تحولات بيولوجية، نفسية، واجتماعية تؤثر على شخصيته وسلوكياته، مما يجعله في بحث دائم عن هويته واستقلاله.
تتميز مرحلة المراهقة بتغيرات واضحة، حيث يبدأ الجسم في النمو السريع، وتحدث تغييرات هرمونية تؤثر على المزاج والانفعالات. هذا التحول البيولوجي يصاحبه تغير نفسي كبير، حيث يبدأ المراهق في التفكير في ذاته بشكل أعمق، ويصبح أكثر وعيًا بمشاعره وبكيفية تعامله مع الآخرين. من الناحية الاجتماعية، يبدأ في تكوين صداقات جديدة، ويبحث عن مكانته في المجتمع، مما قد يسبب بعض الصراعات داخل الأسرة نتيجة لاختلاف وجهات النظر بينه وبين والديه.
إحدى التحديات الكبرى التي يواجهها المراهق هي الضغوط الدراسية والاجتماعية، حيث يشعر بأنه مطالب بتحقيق النجاح الأكاديمي، وفي الوقت ذاته يسعى لإثبات نفسه في محيطه الاجتماعي. قد يؤدي ذلك إلى التوتر والقلق، خاصة إذا لم يجد دعماً كافياً من الأسرة أو المدرسة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون العنف الأسري أحد العوامل التي تؤثر سلبًا على سلوك المراهق، حيث يؤدي إلى ضعف الثقة بالنفس، والعزلة، وأحيانًا السلوكيات العدوانية.
ولتجاوز هذه المرحلة بنجاح، يحتاج المراهق إلى بيئة داعمة تساعده على النمو بشكل صحي ومتوازن. يجب على الأهل تفهم طبيعة التغيرات التي يمر بها ابنهم المراهق، ومحاولة التواصل معه بطريقة إيجابية بعيدًا عن العنف أو القمع. كما يُنصح بتشجيعه على ممارسة الأنشطة الرياضية والثقافية التي تساعده في توجيه طاقته بشكل إيجابي، وتوفير مساحة له للتعبير عن أفكاره ومشاعره بحرية.
في النهاية، المراهقة ليست مرحلة صعبة بحد ذاتها، بل هي فرصة للنمو والتطور، وبفهمها والتعامل معها بحكمة، يمكن أن تكون بداية مشرقة لحياة مليئة بالنجاح والاستقرار النفسي.