يعاني نازحي قضاء سنجار ( شنگال ) القاطنين في مخيمات إقليم كردستان العراق وخصوصاً في محافظة دهوك معاناة لا تكاد تنتهي بل أنها تتفاقم يوماً بعد يوم بعد مرور أكثر من ثمانية سنوات على أستمرار نزوحهم، وسط غياب الدعم الحكومي وعدم وجود أي بوادر من أجل إعادتهم إلى ديارهم نظراً لأن منازل الأغلبية منهم مدمرة وهم ينتظرون من يبادر تخصيص دعم مادي لهم بغية إعادة بناءها وأيضاً ما يعانيه قضاء سنجار من صراعات بين فترة وأخرى بين الأطراف المختلفة.
حادثة حريق جديدة بتاريخ 5-2-2022 طال إحدى الخيم في مخيم جم مشكو للنازحين الواقع في حدود قضاء زاخو التابع لمحافظة دهوك بإقليم كردستان لقي على اثره طفلان شقيقان دون السادسة من العمر حتفهما بعد أحتراق أجسادهم بنسبة ( 80 % )، هذا الحريق هو سلسلة من حرائق مشابهة تعرضت لها مختلف المخيمات في وقت سابق وهي مستمرة للأسف دون وجود معالجات حقيقية وتدارك للموقف قبل وقوعها.
يذكر ان حكومة إقليم كردستان وفي أخر إحصائية لها أعلنت عن عودة ( 150 ) ألف نازح ايزيدي إلى ديارهم بمدينة سنجار شمال غرب نينوى وكانت أخر دفعة لهم قبل أسابيع بعودة ( 39 ) عائلة من مخيم بيرسفي للنازحين بمدينة زاخو، وبنفس الوقت يبلغ عدد النازحين منهم حتى الآن ( 360 ) ألف يقطنون المخيمات وبعض الهياكل.
التنسيق الأخير بين حكومة إقليم كردستان والحكومة العراقية والذي تكلل بعودة ( 39 ) عائلة نازحة من مخيم بيرسفي إلى ديارها بدعم من منظمة الهجرة الدولية ( IOM ) من شأنه التعجيل بحل ملف النازحين فيما لو تم استثماره بالشكل الصحيح لأن هناك عوائل ترغب فعلاً بالعودة لكنها لا تملك مأوى جراء تدمير منازلهم وأنعدام فرص العمل وبالتالي صعوبة العيش في ظل هذه الظروف ومتى ما تكلفت المنظمات الدولية ومنها منظمة الهجرة الدولية إضافة إلى المحلية منها بدعمهم فستساهم بشكل كبير في إعادتهم إلى ديارهم.
واجب الحكومتين هو التنسيق والعمل الجاد من أجل إيجاد حلول سريعة لوقف ما يعانيه أهلنا من معاناة سواء العائدين منهم بسبب نقص الخدمات وقلة فرص العمل أو الذين مازالوا نازحين بعيدين عن ديارهم بسبب الحرائق وصعوبة العيش والأستمرار في المخيمات.