التسقيط آفة خطيرة يجب ايقافها

 

روناك سليمان

انتشرت في الآونة الأخيرة وبشكل ملحوظ ظاهرة التسقيط و التشهير إلى درجة كبيرة في بعض المجتمعات ومنها مجتمعنا الايزيدي تجاه المرأة و الرجال بدرجة أقل إذا صح التعبير وبالتالي أبعدهم من دون شك عن تحقيق طموحاتهم ، كثيراً ما يتظاهر المجتمع أنه مناصر من أجل النهوض بالواقع المرير الذي نعيشه بين الحين و الآخر من تعرض الشباب ذكراً كان ام أنثى للتسقيط و التهجم داخل مجتمعهم لأسباب تكاد تكون تافهة إذا صح التعبير ، هذه الأفعال و انتشارها على شبكات التواصل الأجتماعي تؤثر و بشكل مباشر على نفسية المعرض للتسقيط و قد يتجه في بعض الأحيان إلى الانتحار أو الانطواء على نفسه أو ترك دراسته أو مكان عمله و تجارب كثيرة يستوجب الوقوف عليها في وقت يظن من يقوم بهذا الفعل أن الأمر ليس بهذه الخطورة .

قد يتمكن الشاب من التغلب على هذه الظاهرة حتى لو تعرض لها كي يعود لممارسة حياته و كأن شيئاً لم يكن أما فيما يتعلق بالمرأة يستوجب الوقوف معها و مناصرتها عند التعرض إلى مثل هذه الحالات وهي من واجبات كل من يريد النهوض بالمجتمع و كل من ينتظر تقدم المجتمع الايزيدي، بدون المرأة و منح الحقوق لهنّ داخل المجتمع وفي البيت ، الشارع ، مكان العمل و السوق لن نرتقي و لن تكون لنا قيمة و نحن نقوم بتسقيط بعضنا البعض وهي لا تقتصر على المرأة فقط كما ذكرت ، ازدياد التنمر أيضاً وبنسبة لا يمكن السكوت عنها وهذا نتاج أفكار و عقليات تتظاهر بالثقافة و التحضر بين أفراد المجتمع وهناك من ينظر لهم بعين كبيرة لكنهم في الحقيقة لا ينتمون إلى المثقف و المتحضر بصلة تذكر لأن النجاح و اجتياز المراحل الدراسية و الحصول على شهادة لا يعني أبداً أننا مثقفين بل يجب علينا تعلم آداب الأحترام و فن التعامل مع الآخرين و احترام خصوصيات الفرد دون تجريحهم و إلحاق الأذى بهم .

تعلمنا أن نقف مع بعضنا البعض عند الصعاب، تعلمنا أن نكافح بأقصى ما نملك من أجل تحقيق أحلامنا بمساعدة الطرف الآخر ذكراً كان ام أنثى .
خرجنا من الإبادة الجماعية الأخيرة و وقفنا على اقدامنا من جديد بتكاثفنا و تمسكنا بما نؤمن به من محبتنا لبعضنا البعض عندما اقدم جنود الخلافة على اجتياح مناطقنا فقط لأننا كنا أيزيديين ولم يفرقوا في قتلنا و سبي النساء بين قبلي و شمالي؟!

بسبب هذا التسقيط استسلم الكثيرين و فضلوا السكوت وعدم الدفاع عن حقوقهم والشواهد كثيرة ولكن رغم ذلك لم تستسلم المرأة القيادية الطموحة رغم كل الصعوبات و فضلت البقاء و مواجهة من يحاول التقليل من قدراتهنّ بالعمل و العطاء في رسالة واضحة ولسان حالها تقول : لماذا ثم لماذا هذا التهجم المقصود و نحن في زمن التكنلوجيا و التطور حيث يتوجب على المجتمع منح كامل الحقوق للفرد بالتمتع بما متوفر و احترام حقوق الآخرين و عدم تجريح مشاعرهم / ن ، أسئلة تدور في مخيلتنا دون أجوبة و يجب علينا الصمود و عدم الاستسلام لهذا أو ذاك من أجل النهوض بواقعنا و عدم السماح للآخرين بأسكاتنا عندما نكون على حق ظناً منهم أننا نعيش في قلب كابول …

Exit mobile version