أطفال سنجار مابين التشرد و المجهول
في لعبة الكبار تضيع البراءة والطفولة تدفع ثمن اطماع ومصالح دول المحاور، للاسف، هذا ما تشهده سنجار اليوم واطفالها، وصغارها هم الخاسر الاكبر خصوصاً في ظل المستقبل المجهول الذي تواجهه هذه الدولة. بين نزوح ومرض واعاقة وموت يترنح مصير اطفال في ظل غياب اي حل او مشروع حل يأخذ بعين الاعتبار اجيال سنجار ، فبأي ذنب يحدث لهم ذلك والى متى سيستمر هذا الوضع؟ الصراع هنا قائم والازمة مستمرة، الا ان تأثيرها السلبي صارم على الاطفال ، في الوقت الذي نرى فيه المجتمعين الوطني والدولي يفشل في حمايتهم او تجنيبهم على الاقل من الصراعات الوحشية وقذارة الشوارع وكسب عادات سيئة حيث أصبح تشرد الاطفال النازحين و العائدين أيضا الى بيوتهم واقع مؤلم نجده في معظم المناطق. وقد تكون الضغوطات الكبيرة التي يتعرض لها الأطفال من أهم الاسباب التي تدفع بهم الى التشرد، حيث أن أعدادا هائلة من الاطفال أصبحت في عداد انتهاكات حقوق الانسان، وذلك بسبب الاعتقال التعسفي لحد الان الاحصائيات توشر ان هنالك اكثر من ٥٠٠ طفل ايزيدي في قبضة العصابات الإرهابية والتعذيب والاغتصاب المحلل للجهاد والقتل والاعمال الارهابية التي انعكست على قدراتهم وآمالهم. هذا بالأضافة الى الاعتداء الجنسي الذي يستخدم كسلاح في الحرب ضد الاطفال، حيث أن عدد زواج الاطفال يزداد ربما لأن تزويج الفتاة سيخفف بعض العبء على والدها، أو ربما لينقل مسؤولية حمايتها من الاعتداء الجنسي إلى زوجها. اشارت المفوضية الخاصة باللاجئين إلى أن عدد المدنيين اللذين فروا من بلادهم هرباً من التوترات قد تجاوز حاجز ١٠٠ الف ، إلا أن العدد الفعلي قد يكون أكبر بكثير، والسبب يعود الى المخاوف التي يشعر بها الايزيدي بشكل خاص تجاه عملية التمييز و الصراعات الطائفية و الحروب المستمرة في البلاد ، وأكدت المنظمات المجتمع المدني أن هنالك مئات من أطفال ايعانون من سوء التغذية، هذا بالإضافة الى الامراض والصدمات النفسية التي تعرضوا لها جراء الأحداث التي مروا بها، كما ان المشكلة الافظع هي ظاهرة الزواج المبكر للفتيات، وهذا الامر يجعلهم ضحايا لصراع دموي يدفعون ثمنه كل يوم على الطرقات من اجل لقمة العيش، . فأي عدالة تدّعي بها هذه الدول والاطفال يعيشون في مرابط للسيارات و الخيم الممزقة، فمنذ وقوع الابادة الجماعية على الايزيدين في شهر أغسطس ٢٠١٤ الى الآن سقط كل شيء، سقط الانسان ووسقطت المشاعر و كل ذلك لتحقيق مصالح متبادلة تسعى اليها الاحزاب و الجهات السياسية لتخريب سنجار، دون الاخذ بعين الاعتبار براءة الاطفال التي اصبحت مسلوبة منهم بشكل مباح. فأصبحنا نرى الاطفال بين الحطام يكتبون بحثاً عن العلم بدلاُ من التعليم في دف المدرسة، وتعود قساوة الحياة عليهم لتجعلهم مشريدن على الارصفة، فنرى كل يوم الطفل يخرج ساعياً نحو رزقة، في ضل غياب دور التعليم و الانظمة التربوية و الصعوبات التنقل الذهاب إلى المدارس و أوضاع الوباء الحالي و أيضا عدم قدرة الاهالي بصرف مبلغ بسيط لاطفالهم خلال موسم الدراسي فيضرون لبحث عن لقمة عيشه “بالشحادة”، فيقترب من رجل او امرأة وهو خائف من الرد المؤلم، فالأقدار جعلت من هؤلاء الاطفال جيل لا يعرف طريقه الى اين، يبحثون عن الرزق في زمن لا يعرف معنى الجوع والقهر، لذلك يكون الحل الوحيد لدى الاطفال التشرد و تخلي عن أحلامهم وفي ظل هذا الوضع، يجب على الهيئات والجمعيات المختصة بالشؤون الاجتماعية معالجة هذه الازمة بأسرع وقت ممكن، حيث أن هذه الظاهرة تنتشر بشكل مخيف وتؤدي بالاطفال الى الجحيم، فمن الافضل ان تسعى الى وضع برامج وانشطة موسعة لمواجهة هذه المشكلة والعمل على حماية الاطفال بشكل رئيسي، فعودة الاطفال الى التعليم يشغل بالهم بالدروس، ويبعدهم عن التفكير بالأحداث ومجرياتها، ومن الضروري ان تهتم المدرسة بزيادة حصص الانشطة لتفسح مجالاً امام الاطفال للتعبير عن مخاوفهم بطريقة صحيحة وايجابية بإشراف من المختصين، فمنذ بداية الازمة لم تتحرك المنظمات المدنية والحكومية بشكل جدي لمحاربة الجوع والقهر الذي يواجه الاطفال، وقد يكون العمل الميداني أسرع حل للقضاء على هذه المشكلة. جمال دخيل_ نوفمبر ٢٠٢٠